الخميس، ٢٩ مايو ٢٠٠٨

...ولا ينبئك مثل خبير..!!!



مش كل الزبالة زبالة!! زبالة بولاق وشبرا والشرابية ومنشية ناصر ليست مثل زبالة باريس ومدريد ولندن... الزبالة هناك حاجة تانية!! زبالة فايف استارز من النوع النظيف الذي يصلح لإعادة استخدامه مرة أخري وربما الاستخدام الآدمي!! زبالة لن تجد فيها فردة شبشب بلاستيك متهالكة ولن ربما فردة حذاء حريمي ماركة كريستيان ديور!! لن تجد فيها ورق جرائد مهلهلا من الذي استخدم في تلميع الزجاج أو شرب زيت قلية البطاطس والسمك ولكن ستجد فيها مجلات وصحف أشكال وألوان تصلح للقراءة والثقافة!! لن تجد فيها بقايا عظام الفراخ بعد استخدام كل أنواع المصمصة فيها ولكن ربما تجد هبر ديوك رومي وبقايا شرائح استيك بقري من النوع الفاخر.
بصراحة الزبالة في بلدنا حالها يغم ويسد النفس.. زبالة آخر زبالة!! واعتقد أن نوعية الزبالة المصرية كانت سببا في تقاعس شركات النظافة الأجنبية عن العمل قاهرة المعز.
الزبالة في أي بلد هي مقياس لرفاهية الشعب فيها ومن تحليل نوعية الزبالة يمكنك الحكم علي أشياء كثيرة واعتقد اننا مطالبون اليوم بتحليل نوعية الزبالة ومحتواها لندرك كم عدد السنوات الكثيرة التي نحتاجها فعلا للحاق بركب التقدم، الزبالة المصرية من النوع الكحيتي لأنها نتاج طبيعي لحالة محدودي الدخل وهم الغالبية العظمي من شعبنا الذي لا يوجد لديه فائض من أي شيء لكي يرميه في الزبالة!! والتي اصبح لها رائحة مميزة تصيب الإنسان بالغثيان واعتقد انها كانت مفاجأة للزبالين الخواجات الذيبن وجدوا أنفسهم في حاجة لاستخدامات الكمامات للوقاية من الأمراض والأوبئة التي تسببها والتي أصبح للمصريين حصانة منها بحكم العشرة!! حتي الذباب والقطط والكلاب اصيبت بالانيميا من جراء الحياة علي زبالة كحيتي ناشفة!! وبشر جفت الدماء في عروقهم.
الغريب أن هذا الكلام كتبته عام 2003 وفوجئت به منشورا في أحد دوريات المنتدي الاقتصادي العالمي في شرم الشيخ. ونشر معه تحليل يؤكد أن نوعية الزبالة في مصر تغيرت كثيرا الآن عما يقول الكاتب 'يقصدوني طبعا'!! وأصبحت مكونات الزبالة المصرية تعكس اليوم صورة التقدم الاقتصادي وارتفاع مستويات الدخول. أشارت الي أن وجود كميات كبيرة من علب 'الكانزي' وأكياس المقرمشات يؤكد أن انماط الاستهلاك تغيرت.. وحقيقي ساعتها شعرت بسعادة كبيرة إن زبالتنا أصبحت مادة لأبحاث المتخصصين.. ويارب يا قادر يا كريم زبالتنا تنضف أكتر وأكتر!!

أخبار اليوم
ممتاز القط..!
(راجع العنوان..!!!)